قبل أن نُخلق في هذه الحياة، يتم إتصال بين الأب والأم في محاولة تعبير عن الحب لبعضهما البعض. وقت تخلقنا في رحم أمهاتنا نكون متصلين بجسدها المعجز، الذي نعيش فيه تسعة أشهر نتغذى معها ونشعر بشعورها. وحتى عند ولادتنا، جانب منا لا يزال يصر على الإتصال بحبل سري سحري، يرمز إلى تذكير أمهاتنا أننا وإن انفصلنا عنها بالجسد، فنحن لا نزال جزءاً منها.
ثم نكبر، لنبدأ في رحلة الإستقلال التي تفقدنا ذلك الإتصال شيئاً فشيئاً، لكن جانباً فطرياً منا لا يزال يبحث عن ذلك الشعور المفقود؛ في الأشخاص والأشياء والأحداث، في محاولة لإستعادة ولو جزء منه بأي شكل. نتصل روحياً بالتأمل والصلوات، وجسدياً بالرياضة والمجهود الجسدي، ونفسياً بالمشاعر والأحاسيس، واجتماعياً بالآخرين وبوسائل “التواصل” الاجتماعي. كل ذلك في سبيل البحث عن شعور الإتصال الأول الذي فقدناه.
حين أطلقنا نية إنشاء هذه المنصة الإلكترونية بشعار: “النور الذي تبحث عنه بداخلك”، لم نكون واعين بأننا أيضاً في حالة بحث عن ذلك الإتصال، وأن تحقيقه ليس بالضرورة أن يكون رحلة فردية، بل تجربة جماعية، تتصل فيها أنوارنا بأنوار من هم على نفس تردداتنا.
مجتمع نتصل معه بكامل كينونتنا؛ بأحلامنا، وآلامنا، وتجاربنا، وإلهاماتنا، ورحلتنا في هذه الحياة المؤقتة، كي نشعر أننا لسنا الوحيدين فيما نمر به، ونستمتع بهذه الرحلة معاً قدر استطاعتنا. ومن هذه النية، قررنا إطلاق مدونة إنرلايت، كي تكون منصة تعبير نتصل من خلالها بأرواحكم، ونعبر فيها عما يجوب خلالكم، في مشاركات دورية تهدف إلى إعادة توثيق الصلة ببعضنا البعض.
أهلاً بكم في مدونة أنرلايت
نور عزوني ونوف حكيم